الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية قــرقــنــــة: مـشـاكـل بـلا حــــدود..وتصريح الصيـد أشـعـل النار ولم يوفر الحلول

نشر في  20 أفريل 2016  (11:30)

وجه رئيس الحكومة الحبيب الصيد أصابع الاتهام إلى كل من الجبهة الشعبية وحزب التحرير بالتورط في أحداث قرقنة، قائلا -خلال لقاء جمعه ببعض رؤساء تحرير الصحف المكتوبة والالكترونية- إن التحقيقات أثبتت تورط الجبهة الشعبية وحزب التحرير في إشعال أحداث قرقنة الأخيرة.
تصريح جابهته الجبهة الشعبية وعدة أطراف أخرى باستنكار حاد فيما تحفظ حزب التحرير عن التعليق دون نشر أي بيان في هذا الخصوص، وقد ارتأى أحد الإعلاميين الحاضرين في اللقاء المذكور كتابة توضيح كشف فيه ما خفي عن تصريح الصيد في اتهامه لعناصر ضالعة من الجبهة الشعبية وحزب التحرير في أحداث قرقنة..
ومن جانبها استنكرت الجبهة الشعبية تصريح الحبيب الصيد ، مشيرة  إلى أنه أصبح من العادات الرسمية في تونس اتهام الجبهة الشعبية بالعنف والفوضى كلما جدت تحركات اجتماعية..كما أكدت أن المسؤول الرئيسي عن كل ما جد في جزيرة قرقنة من أحداث هو الحكومة التي تنكرت للاتفاق الذي أبرمته مع عدد من الشبان منذ حوالي العام، وواجهتم بالقمع الوحشي، معتبرة أن الحركة التي عرفتها جزيرة قرقنة شملت كافة الأهالي بقطع النظر عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية من أجل الدفاع عن كرامتهم…
وذكرت الجبهة الشعبية بأن نائبي الجبهة الشعبية، سعاد الشفي البيولي وشفيق العيادي، بالجهة لم يدخرا أي جهد، للحيلولة دون تفاقم الأزمة ولكن السلطات الجهوية ومن ورائها السلطات المركزية لم تستمع إليهما وتمادت في نهج القمع والتنكيل بالأهالي ورفض إطلاق سراح المعتقلين والعودة إلى الحوار لحل المشاكل المطروحة.
كما اعتبرت في ذات بيانها أنه كان من باب أولى أن يظهر رئيس الحكومة منذ بداية الأزمة في قرقنة وأن يقدم حلولا للمشاكل، لا أن يختار نهج القمع وعندما يفشل يظهر في الصورة ويلقي المسؤولية على الجبهة الشعبية ويتعمد الخلط بينها وبين حزب التحرير، بهدف التشويه، وهو ما لن ينطلي على الرأي العام...

إعلامي من جريدة «الصحافة» يكشف ما خفي من التصريح

كتب أحد الإعلاميين في جريدة «الصحافة» التوضيح التالي بشأن اتهام رئيس الحكومة الحبيب الصيد لـ»الجبهة الشعبية» و لـ»حزب التحرير» بالضلوع في أحداث العنف في قرقنة:
«توضيحٌ للأمانة حول تصريحات الصّيد بخصوص أحداث قرقنة
أرى لزاما عليّ وللأمانة أن أسوق الملحوظات التّالية بخصوص ما نسب إلى رئيس الحكومة الحبيب الصّيد من تصريحات بخصوص أحداث قرقنة ..
كنت من بين الحضور في اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة مع جَمْعٍ من ممثّلي وسائل الإعلام المكتوب والالكتروني، واشهد وأجزم أن الحبيب الصّيد دُفِعَ دَفْعًا إلى تسمية الأطراف السٌياسية المورّطة في أحداث العنف ضد الأمنيين ومعدّاتهم في قرقنة..
في الأول رفض تسمية هذه الأطراف حسبما تبيّن من «التحقيقات الأولية» ولكن أمام إصرار بعض الزملاء قال بالحرف الواحد « التحقيقات الأولية أبرزت تورّط عناصر من حزب التحرير ومن الجبهة الشّعبية في أحداث العنف ضد الأمنيين ومقرّاتهم ومعدّاتهم.»
سُئِلَ للتّدقيق: هل هو تورّط أحزاب أم عناصر من هذه الأحزاب فأجاب « التحقيقات الأولية أبرزت أن الأمر يتعلّق بعناصر وليس بالأحزاب».
هذا ما دار في اللقاء بخصوص ما نُشِرَ حول تصريحات رئيس الحكومة..

كلثوم كنو للصيد: «غالط أو غلطوك»...

نشرت القاضية  كلثوم كنو التحديثة التالية بصفحتها على الفايسبوك ردا على الاتهام الذي وجهه رئيس الحكومة يوم السبت الى «الجبهة الشعبية» و«حزب التحرير» بالضلوع في أحداث قرقنة :
«تعليق على تصريحات السيد رئيس الحكومة الحبيب الصيد «يا أنت غالط يا اما هوما يغلطو فيك» لن أدافع عن أية جهة سياسية لكن أريد أن الفت انتباه السيد رئيس الحكومة وأن تقريبا كل القراقنة كانوا في صف واحد في الاحتجاجات الأخيرة.
ولم نستمع لأي شعار حزبي ولم ترفع راية أي حزب من الأحزاب السياسية كما أن من بين الشبان الأربعة الذين تم إيقافهم والإفراج عنهم شابا من نداء تونس وهذا دليل قاطع على أن الاحتجاجات كانت شعبية ولم يقدها لا حزب التحرير ولا الجبهة الشعبية ولا غيرهما من الأحزاب»..

وزارة الداخلية على الخط

وللتذكير فإنّ اعتصام المعطلين عن العمل الذي ينفذه ـ أمام الشركة البيترولية «بتروفاك» بقرقنة- ما يقارب 266 عاملا بمنظومة العمل البيئي المطالبين بتسوية وضعياتهم المهنية وذلك منذ ما يزيد عن الشهرين والنصف، تلته أحداث عنف تسببت في إصابة عدد من الأمنيين والمحتجين خلال مواجهات جدت بينهما أثناء فك الاعتصام..
وهو ما دفع بوزارة الداخلية إلى إصدار بلاغ توضيحي مؤخرا، قالت فيه إن مجموعات من الأشخاص عمدت إلى التجمهر على مستوى ميناء سيدي يوسف بقرقنة وقطع الطريق الرابطة بينه وبين شركة «بتروفاك»، وذلك بغاية منع وصول ستّ شاحنات إلى هذه الشركة.
وأضافت أن هذا التجمهر شابه العديد من أعمال الشغب والعنف من ذلك رمي الوحدات الأمنيّة بالحجارة والمقذوفات الصّلبة وقطع الطريق بإشعال النار في العجلات المطاطيّة وحرق جذوع النخيل، بالإضافة إلى دحرجة قوارير غاز في حالة اشتعال في اتجاه الوحدات الأمنيّة.
وفي إطار تطبيق القانون وضمان حرية التنقل والعمل تدخلت الوحدات الأمنيّة بفتح الطريق وتفريق المتجمهرين وفقا للتراتيب الجاري بها العمل وباعتماد التدرّج في إستعمال القوّة..

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تعترض..

تصريح الداخلية انتقده فرع الرابطة التونسية للدفاع على حقوق الانسان بصفاقس الشمالية في بيان له معتبرا ان ما جاء فيه بخصوص التعاطي الأمني مع المحتجين والموقوفين فى أحداث جزيرة قرقنة، ما أسماه بـ «المغالطات».
وتمسك فرع الرابطة فى بيانه بما اعتبره حصول تجاوزات خطيرة رافقت الهجوم الأمني بصفة مباغتة على المحتجين دون التفاوض معهم، مذكرا بأن فرع الرابطة قام بزيارة ميدانية لجزيرة قرقنة وقع أثناءها التحري والتحقيق فى الأحداث التي جدت يومي 3 و4 أفريل 2016 بسماع شهادات الأهالي ومكونات المجتمع المدني على غرار الاتحاد المحلي للشغل بقرقنة. واتحاد المعطلين عن العمل فضلا عن الاستماع إلى شهادات المحامين الذين ينوبون الموقوفين في هذه الأحداث.
وأكد فرع الرابطة من جهة أخرى أنه وقعت معاينة آثار التعذيب على جسد أحد الموقوفين من قبل محاميه وحاكم التحقيق الذي دون معاينته بمحضر الاستنطاق وأذن بعرض الضحية على الفحص الطبي بواسطة طبيب شرعي سيتولى تحرير تقرير طبي في حادثة التعذيب...
وبعيدا عن هذه القراءات والتأويلات المختلفة من طرف الى آخر، فان ما هو ثابت لدى أبناء قرقنة الى جانب استنكارهم لأعمال الشغب هو أن مشاكل الجهة لم تنته ولم يكن تصريح الحبيب الصيد حلا سحريا لها حتى يغلق ملف المطلبية بل ان كلامه زاد في تأجيج النيران بالالهاء عن المشاغل الحقيقية في المنطقة...

إعداد منارة تليجاني